عصر المعلومات

ألا تلاحظ معي أننا أصبحنا نعيش في عصر يتطلب من الإنسان أن يكون فيه أكثر ذكاءً ووعياً وإدراكاً نظراً للكمية الهائلة من المعلومات المليئة بالإغواء والتشويق والضلال؟ نحن الآن في عصر “الديجيتال” كما يُسمى، عصر الرقاقات عصر المعلومات. ادخل الآن إلى محركات البحث وابحث عن معلومة ما، ستجد الآلاف من النتائج التي تحتوي على ملايين من المعلومات. إذن فالمعلومات هي بطلة فيلم عصرنا هذا. سؤال بديهي: ما هو الشيء الأهم الذي لدى الأغنياء والذي غير متوفر لدى الناس البسطاء؟ صحيح، إنها المعلومات. 

فلقد أصبحت المعلومات أو البيانات منتشرة بشكل كبير الآن، مما يعني أن هناك تشتتاً وتضليلاً كبيراً فيها. فنرى هذا التشتت عند الدخول إلى أي مجال خاصة مجال التنمية البشرية، تجد كميات هائلة من البيانات التي تحتوي على متناقضات تجعلك في حيرة من أمرك. وعلى فكرة، أكثر المعلومات المتداولة في هذا المجال هي معلومات ضلالية شيطانية لا تُغني مستهلكها ولا تُسمنه من جوع، بل بالعكس تضره وتؤذيه لأنهم يستخدمونها للتلاعب وخدمة مصالحهم شخصية إلا من رحم ربي طبعاً عن طريق النصب والاحتيال على أصحاب العقول الركيكة الضعيفة التي تستهلك بدون تفكير.

خلاصة القول: لتتأكد من أنك تستهلك المعلومات الصحيحة، انتبه وركز على الكلمات التي تحتويها هذه المعلومات. هل هي كلمات طيبة رحمانية فيها هدى ورحمة تشعر المرء بالسكينة والاطمئنان، متماشية مع فطرة الإنسان تشعر أنها قريبة منك هدفها وغاية غايتها القرب من الله وتذكيرك به وباليوم الآخر وبما ينفعك في دنياك وآخرتك فإن الذكرى تنفع المؤمنين؟ (وهذا هو الأصل في المعلومة).

وكما أشرت في البداية، فبوعيك وفطنتك واستهلاكك الدائم للكلمات الطيبة ستنمو لديك عضلة التقييم، فلن تخفى عليك المعلومات الطيبة الحميدة، لأنك لست مستهلكاً لأي نوع من أنواع البيانات. وحتى إن استهلكتها، تأخذ منها فقط ما تريد أنت، (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وليس ما تفرضه عليك المعلومة. أنت الذي تختار، فتأخذ منها ما تشاء، لكن احذر من أن تعتقد أنك ذكي بما فيه الكفاية لتعرف جيداً ما تستهلك، لأن أغلب المعلومات تحمل خدعاً وحيل برمجية تُبرمجك على مداومة استهلاكها باستمرار..

وفي الختام، أرجو أن أكون قد أنرت لك الطريق لتتضح لك الرؤية أكثر بشكل سليم ومفيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *