المقالات

القلب والعبادة

سؤال بماذا نعبد؟ ولماذا نعبد؟

بادئ ذي البدء لنتفق في أمر العبادة، فنحن خُلقنا لهدف وغاية واحدة وهي عبادة الخالق سبحانه، ولولا هذه الغاية لما خُلقنا من الأساس، يقول سبحانه “وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون” تأمل، وما خلقت، نفي لأي هدف آخر إلا ليعبدون، الإنسان يعبد لكن لديه مصلحة أو احتياج، فالإنسان كائن طيني مادي ترابي يحتاج سقي ورعاية واهتمام، والله أدرى بهذا الاحتياج من أنفسنا، فالإنسان يحتاج أن يُطعم ويُشرب ويُرزق عموما يقول سبحانه 
{ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَكُم ثُمَّ رَزَقَكُم ثُمَّ یُمِیتُكُم ثُمَّ یُحیِیكُم هَل مِن شُرَكَاىِٕكُم مَّن یَفۡعَلُ مِن ذ⁠لِكُم مِّن شَیءࣲ سُبحَـنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا یُشرِكُونَ (40) الروم}
بين الحياة والموت (ثم رزقكم)، الإنسان وكما نعلم يحتاج أن يُرزق وباستمرار.
العبادة والرزق كأنهما خطين تمشي عليهما داخل مضمار حياتك بتوازن وميزان  عكس الملائكة فهي تعبد الله لكنها ليست مرتبط بأي احتياج مادي لأنها كائنات غيبية سماوية سبحان الله تعبد وتخاف الله رغم أنهم يفعلون ما يؤمرون، وهنا ترى عظمة الخالق سبحانه.
الإنسان بلا لف ودوران كائن مصلحي مادي وليس فقط في حياته وتعاملاته بل حتى في عبادته، قد تستغرب من الأمر لكنها الحقيقة، أتذكر صديقاً عندما سمع مني هذه المعلومة انفجر علي قائلاً كلا فأنا اعبد الله مخلصاً له ولا أريد شيئاً في المقابل وليست لي مصلحة فأنا لا أريد غير وجه الله، رددت قائلاً لماذا تحاول الخروج عن الفطرة التي فطرنا الله سبحانه عليها، فالإنسان كما قلت سابقاً كائن طيني يقول سبحانه {وَلَقَد خَلَقنَا ٱلإِنسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةࣲ مِّن طِینࣲ (12) المؤمنون}
وطين لديه احتياج من سقي وري يعني مصلحة، لنكون صرحاء أكثر مع بعض لماذا تعبد الله؟ ليرزقك؟ ليدخلك الجنة؟ ليقيك النار؟ ليصرف عنك عن العذاب؟ ليعطيك؟ ليغنيك؟ وماذا تسمي هذه المسميات أليست مصلحة، لكن يأتي السؤال هنا كيف أعبد الله مخلصاً له رغم مصلحتي فيه؟ أولا عليك أن تعلم بأن الخالق سبحانه أدرى باحتياج خلقه لكنه سبحانه يقول: 
{وَأَنِ ٱعبُدُونِی هَـٰذَا صِرَ ٰ⁠طࣱ مُّستَقِیم(61) يس}
يعني أنك ستعبد الله باحتياجك ومصلحتك بمعنى أنك ستستعمل احتياجك ومصلحتك كوسيلة للعبادة مثلا لديك مصلحة في شيء ما أو في نفسك شيء ما، فتفكر هنا كيف اربط واستغل مصلحتي هذه في أن أعبد الله بها، (الايمان، الدعاء، اللجوء والفرار الى الله، التوكل، الاستعانة، الاعاذة…)
وكما يُقال “كل الطرق تؤدي روما” ولله المثل الاعلى فأيِّن كان موقعك الآن إلا وفيه ربطة تُصلك إلى الله سبحانه وتعالى، سواء كنت في نعمة أو في نقمة.
جميع العبادات وبلا استثناء تصب في مصلحتك سواء في الدنيا أو في الاخرة.

ولماذا لا أعبد من خلقني وأوجدني بعد أن لم أكن شيئا.

العبادات المادية الجسديةالعبادات الذهنية النفسية
الصلاة
الصوم
الحج
الزكاة
(الصدقات)
الايمان بالله، ذكر الله، الفرار والرجوع الى الله، التوكل على الله
الدعاء
الاستعانة
الاستعاذة
الاستغفار، الشكر…
لماذا نعبد الله

اضغط هنا لتحميل PDF

جدول أيقونات وأنواع أعمال القلوب