كتاب قلبك أثمن وأغلى ما تملك كتابًا يدور حول أعظم ملَكة يمتلِكها الإنسان ألَا وهي القلب.
هل تعلم ما الشَّيء الأهمّ الّذي يستحقُّ تركيزك واهتمامك في هذه الحياة؟ خمِّن معي.. صِحَّتك، عملك، مالك، أصولك، بيتك، أسرتك، أهلك… كلَّ هذه الأشياء مهمَّة لكنَّ هناك شيئًا أهمّ وأجلّ، ومع الأسف الشَّديد لم نسمع به لا في محاضرات ولا دورات ولا كتب ولا حتَّى من آبائنا، أتعلم لِمَ؟ أوّلًا عليك أن تعلم – أكرمك الله – أنَّ أكثر الأشياء أهمِّيَّة في حياتنا يتمُّ عَمدًا إخفاء معلومات حولها والشَّيطان هو الّذي يأخذ بهذه المُهمّة، لأنّه أدرى مِنَّا بأهمِّيَّة هذه الأشياء بالنِّسبة لنا، وخطورة حصولنا عليها بالنِّسبة له، لذا؛ يحرصُ حِرصًا شديدًا على دفنها وطمسها أو التَّلاعب بها لطمس حقيقتها.
وهذا الشّيء الأهمّ إذا فسد تفسد حياتك كلّها وإذا صلح واستقام تصلح وتستقيم حياتك كلّها، قد تتسائل ما الشيء الّذي يخصُّني والبالغ من الأهمّيّة إلى هذا الحدّ وأنا لا أعرفه؟ هو أنت يا أخي؛ أنت هو ذاك الشّيء الأهمّ في حياتك، لِمَ أرى كُلَّ هذا الاستغراب على وجهك؟ ألمْ يخطر على بالك أنْ تكون أنت؟ لا بأس؛ فكل العوامل تدفعنا للتّفكير والاهتمام والتَّركيز على عوامل خارجية كالمجتمع، الاقتصاد، الأحداث والظُّروف… فنعيرها كلّ الاهتمام والتّركيز وننسَى أنفسنا وجوهرنا مع الأسف الشَّديد، لكن ليس بعد الآن بفضل الله.
وأنت تتمثَّل في قلبك فأنت وقلبك الشَّيءُ نفسه، فجودة حياتنا سواء هنا في الدُّنيا أو في الآخرة تتمثَّل في جودة قلوبنا، فالقلوب هي الحصيلة والنتيجة في آخر الأمر، وهي المعيار الّذي سيحدِّد إمَّا الفوز أو الرُّسوب في هذا الاختبار الّذي نعيشه الآن.
هل تعلم ما هي أعلى وأقصى طموحات وأحلام الإنسان؟ فكِّر معي.. مُلْك، سُلطة، حرِّيَّة ماليَّة، صحَّة وشبابٌ دائمٌ، رَفَاهيَة ومُتعة دائمة… كلّ هذه الطُّموحات تظلُّ صغيرةً وبسيطةً مقارنةً بحُلم وطمُوح عيش الخلود في الجنَّة النَّعيم، تخيَّل معي متعة أبديَّة، متعة لا تنتهي، أظنُّك قد تذوَّقْت أكثر متع الدُّنيا استمتاعًا، لكنَّ الجنَّة شيءٌ آخر وكما قال رسول الله ﷺ «فيها ما لا عيْنٌ رأتْ، ولا أُذُنٌ سمِعتْ، ولا خَطَرَ على قلْبِ بَشَر». تخيَّل أنَّك تحمل معك مفتاح بوَّابة العبور إلى هذه المتع طولا الوقت وأنت لا تدري، تشكَّلت الصُّورة في ذهنك الآن، أدركت أنَّك تحملُ كنزًا ثقيلًا يستطيع إيصالك إلى كنوز أخرى لا نهاية لها.
ألا ترى أنَّ مجرَّد استكشاف هذا الأمر مُثِيرٌ للاهتمام، ألَا ترى أنَّ هذا الأمر يستحقُّ التَّوقُّف والتَّركيز والاهتمام، لِأنَّه سيمنحك نظرةً ورؤيةً جديدةً لنفسك ولحياتك ولمستقبلك.
القلب يُعَدُّ لُغزَ الألغاز و سِرَّ الأسرار، فهو كائنًا ومخلوقًا من أذكى وأوعى المخلوقات.
القلب ملَكة مُسخَّرة لنا من عند الرَّحمٰن – جلَّا في علاه – وهي أعظَمُ وأنفَسُ الأشياء الّتي نمتلك، قلبك هو سرّك وعُمق أعماقك الّذي هو لُبًّك ونَواتك، المكان الّذي تشيعُّ منه نورًا، محلّ تفكيرك وتحليلك ومنْبَع مشاعرك وأحاسيسك، قائد القافلة وسائق حافلة حياتك، الرَّئيسُ التَّنفيذيُّ CEO لحياتك.
يكمُن في قلبك نجاحك وفشلك، قوَّتك وضعفك، صلبة وهشاشة إرادتك، همتك ووَهنك. وخلاصة الخلاصة: جودة قلبك هي الّتي تحدِّد مصيرك ومستقبلك.
القلب أو العقل لطالما كان شاغل الشاغل ولا سيما المفكرين والباحثين والدَّارسين وظلَّ حلقة مفقودة بالنّسبة لهم على الرغم من أنَّهم خرجوا بفرضيات وأفكار إلَّا أنَّها لا تسمن ولا تغني من جوع ولا أساس لها من الصِّحَّة، وتنقسم هذه الأفكار أو هذه الفرضيات إلى فريقين أو فئتين، فئة تميل إلى نظرية أو فكرة العقل موجود في الدِّماغ، وفئة أخرى تميل لفكرة العقل موجود في القلب العضليّ، ونحن – بفضل الله – نقول ونزعم بأنَّ الدِّماغ شيءٌ والقلب العضليّ شيءٌ والعقل الّذي في الأصل هو القلب شيئًا آخر تمامًا، ورغم الارتباط الوثيق بينهم إلَّا أنَّ لكلِّ مكوِّن منهم له وظيفته الخاصَّة، وليس فقط نزعم بل هي حقيقةً شاء من شاء وأبى من أبى.
صراحةً.. أنا لا أفهم لماذا ننتظر من أُناسٍ لا يؤمنون بالغيب أن يقيسوا كائنًا غيبيًا، وخذها قاعدة – أكرمك الله – «من لا يؤمن بالغيب لا تنتظر منه علمًا في الأمور الغيبيَّة».
يُقدِّم هذا الكتاب معلومات وكلمات يستطيع قلبك التَّعرُّف عليها كأنَّه يعرفها وليست جديدةً عنه، كأنَّه كان فقط بحاجة أن يذكِّره بها أحدهم. فتبتسم غَصبًا عنك كذا مرّة مُندهشًا منْ مدى تطابق هذه المعلومات الّتي تتلقَّاها مع حياتك وقلبك خُصوصًا، كأنِّي أطلَّلت على قلبك من الدَّاخل أو كأنّي قرينك أعرفك حقَّ المعرفة، وستفاجئ مندَهِشًا من أسرار وألغاز تُعرض لأوَّل مرة، وفروقات نفسيَّة وروحيَّة عميقة تتحرك بداخلك دون أن تشعر بها ودون أن تفهمها أو تدركها.
الكتاب يفتح لك آفاقًا في التَّفكير والإدراك وينوِّر لك لمبَّات في قلبك لطالما كانت منطفئة ويمنحك رؤية عن كيانك من الدَّاخل وعن كيفيَّة تدفُّق أفكارك ومشاعرك، ويلفت انتباهك لتفاصيل صغيرة عادةً لا يتفطَّنُ إليها وهي في الأصل تُمثِّل محور وجودنا في هذه الحياة، وبعبارة أدقّ الكتاب يُعالج أمور وأشياء لا تصلح ولا تتقدَّم حياتنا من دونها.
فإن كنت مِمَّن يحبُّون الاستثمار في أنفسهم وحريصين جِدًّا على مستقبلهم ومصيرهم فلا أظنّ أنِّي سأحتاج إلى تشويقك وتحفيزك لامتلاك هذا الكتاب.
هل تصدِّق لو قلت لك أنّك كائن أبديٌّ لا يموت ولا يفنى، بمعنى أنّك إنسان خالد يعيش الخلود في هذا الوجود، ألَا تصدق؟ حسنا؛ دعني أثبت لك ذلك، أوَّلًا عليك أن تعلم أنَّ البشريَّة عمومًا تمرُّ من ثلاث مراحل كبرى وهي:
- ما قبل الحياة الدّنيا
- الحياة الدّنيا
- الآخرة
– لحظة من بعدك – ماذا تقصد بما قبل الحياة الدّنيا؟! هدِّئ من روعك وأبقي على بالِك وتركيزك معي يقول سبحانه وتعالى ﴿إنَّ إلينا إيابهم﴾ ﴿ثم إلينا راجعون﴾ الإياب والرّجوع؛ ما معنى هاتين الكلمتين؟ يعني الرُّجوع والعودة لنقطة البداية أو نقطة الانطلاق، كأنْ تحجز تَذْكِرَة لرحلة وسفريَّة بالذهاب والإياب، والإياب هنا؛ يعني الرُّجوع والعودة إلى المحطَّة الأولى الّتي انطلقت منها، أو مثلًا ألَا نسمع كثيرًا هذه المقولة في حياتنا اليومية؟ «رجعنا لنقطة البداية مرَّة أخرى» يعني أنَّنا كنّا في هذه النقطة من قبل، ونفس الحكاية تنطبق على البشريَّة، إذن نستنتج أنَّ نقطة انطلاقنا في هذه الحياة أو في هذا الوجود ليست هي مرحلة الحياة الدّنيا كما كنَّا نظنّ، فرغم أنّنا لا نتذكَّر شيئًا عن هذه المرحلة إلَّا أنَّنا موقنون بكلمات الله، ومرورك من جميع هذه المراحل يعني أنَّك كائن أبديٌّ لا يفنى ولا يموت إلَّا بإذن الرَّحمٰن الّذي يحي ويميت حتَّى لو اجتمعت الإنسُ والجنُّ على إبادتك، ونفس هذا القلب الّذي تقرأ به هذه الكلمات الآن هو نفسه القلب الذي كنت به ما قبل الحياة الدّنيا، وهو نفسه الّذي ستكون به في الآخرة، شئت أم أبيت، نجحت في اختبار الدّنيا أو رسبت، وجملة خالدين فيها أبدا جاءت في القرآن مُقْترِنَة مع الفئتين معًا الخاسرينَ والفائزينَ.
وخاصِّيَّة خلود وأبديَّة القلب فقط خاصّيّةٌ واحدةٌ من ضمن إحدى عشر خاصّيّة أخرى مشروحة بالتَّفصيل في كتاب “قلبك أثمن وأغلى ما تملك” حاول أن تستكشفها بنفسك.
وبما أنّك وصلت إلى هنا، فهذا يعني أنّك تريد أن تتحقَّق من مصداقِيَّتنا، وهذا ما كنت سأفعله لو كنت مكانك فعادةً ما أقرأ كلّ الوصف، لكن دعني أسألك سؤالًا هل تبحث عن مصداقيَّتنا أم تبحث عن استثمار يضيف لك أو يعود عليك بقيمة؟
فإن كانت المصداقيَّة فهذا ما لدينا – كما ترى – إلى حدِّ الآن، وإن كانت القِيمَةُ فخذ خطوتك بكلِّ أريحيَّةٍ، وستدرك ما أقصده بكلمة أريحيَّة بعد إنهاءك من قراءة بِضْع صفحات من هذا الكتاب.
وسأكون سعيدًا جدًا في حالة تواصلك معنا تُدلِي برأيك في مدى القيمة الّتي أُضيفت لك.
محمد (أبو سليمان) –
من أفضل الكتب التي قرءتها في حياتي.. كتاب وجدت فيه ضالتي لأنه شامل لكل الأمور والأبعاد النفسية والمادية للقلب ومجيب على أسئلة لطالما روادتني ولم أجد لها حلا أو تفسيرا يريحني وأقتنع به إلا في هذا الكتاب خلصني من إزعاج تلك الأسئلة إلى الأبد..
أشكركم.. وأتمنى لكم مزيدا من عطاء